يُتبع في بقية فئة الجهاد
تعريف الجهاد في اللغة
الجَهْدُ : المشقَّة ،كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ جَهْدِ الْبَلاَءِ
قتال العدو الكافر
صدر جاهد ، إذا بالغ في بذل الجهد ، ومنه جهده المرض ، وأجهده: إذا بلغبه المشقة الجَهْدُ: كلُّ نشاطٍ يبذله الكائنُ الواعي جسْميًّا أَوعقليًّا، ويهدف غالباً إِلى غاية
الجهاد: المبالغة واستفراغ ما في الوسع والطاقة من قول أَو فعل
في المصطلح
جهاد من يستحقون جهادهم
جهاد الكفار والمشركين
وهو أمر لازم لحفظ المسلمين من شرهم، ولازم لنشرالإسلام بينهم، ويخيرون فيه على الترتيب بين الإسلام، أو دفع الجزية، أو القتال
قال الله تعالى
{قَاتِلُواالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [29][التوبة
29]
وفي الحديث
عَنْ بُرَيْدَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إذَا أمَّرَ أمِيراً عَلَى جَيْشٍ أو سَرِّيَةٍ أوْصَاهُ في خَاصَّتِهِ بِتَقَوَى الله وَمَنْ معَهُ مِنَ المُسْلِمِينَ خَيْراً، ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا باسْمِ الله في سَبيلِ الله، قاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِالله، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تَمثُلُوا ولاَ تَقْتُلُوا وَلِيداً. وإذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنَ المُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إلَى ثَلاثِ خِصَالٍ أوْ خِلالٍ، فَأيَّتُهُنَّ مَا أجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عنْهُمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلامِ، فإنْ أجَابُوكَ فاقْبَلْ مِنْهُمْ وكُفَّ
عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إلى دَارِ المُهَاجِرينَ، وأخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ إنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلمُهَاجِرينَ وَعَلَيْهُمْ ما عَلَى المُهَاجِرين، فَإنْ أبَوْا أنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأخْبِرْهُمْ أنَّهُمْ يكُونُونَ كَأعْرَابِ المُسْلِمينَ يَجْري عَلَيْهِمْ حُكْمُ الله الَّذي يَجْرِي علَى المُؤْمِنِينَ، وَلاَ يَكُونُ لَهُمْ في الغَنِيمَةِ وَالفَيْءِ شَيءٌ، إلَّا أنْ يُجَاهِدُوا مَعَ المُسْلِمينَ، فَإنْ هُمْ أبَوْا فَسَلْهُمُ الجِزْيَةَ، فَإنْ همْ أجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ، فَإنْ هُمْ أبَوْا فَاسْتَعِنْ بالله وَقَاتِلْهُمْ». أخرجه مسلم.
ضوابط قتال الكفار والمشركين
ويكون جهاد الكفار باليد واجباً متعيناً في أربع حالات هي
1- إذا حضر المسلم الجهاد.
2- إذا حضر العدو وحاصر البلد .
3- إذا استنفر الإمام الرعية يجب عليها أن تنفر.
4- إذا احتيج إلى ذلك الشخص ولا يسد أحد مسدَّهإ لا هو .
إلي التفاصيل
الأولى
أن يكون متحَرّفاً لقتال
بمعنى أن يذهب لأجل أن يأتي بقوة أكثر.
الثانية
أن يكون منحازاً إلى فئة
بحيث يذكر له أن فئة من المسلمين من الجانب الآخر تكاد تنهزم فيذهب من أجل أن يتحيز إليها تقوية لها ، وهذه الحالة يشترط فيها : أن لا يخاف على الفئة التي هو فيها ، فإن خيف على الفئة التي هو فيها فإنه لا يجوز أن يذهب إلى الفئة الأخرى ، فيكون في هذا الحالة فرض عين عليه لا يجوز له الانصراف عنه.
الثالثة : إذا حصر بلده العدو
فيجب عليه القتال دفاعاً عن البلد ، وهذا يشبه من حضر الصف في القتال ؛ لأن العدو إذا حصر البلد فلا بد من الدفاع ؛ إذ إن العدو سيمنع الخروج من هذا البلد ، والدخول إليه ، وما يأتي لهم من الأرزاق ، وغير ذلك مما هو معروف ، ففي هذا الحال يجب أن يقاتل أهل البلد دفاعاً عن بلدهم .
الرابعة إذا قال الإمام انفروا
والإمامهو ولي الأمر الأعلى في الدولة ، ولا يشترط أن يكون إماماً للمسلمين ؛ لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: " اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي " ، فإذا تأمر إنسان على جهة ما صار بمنزلة الإمام العام وصار قوله نافذاً، وأمره مطاعاً" .انتهى من " الشرح الممتع " ( 8
/10 )
حُكم جهاد العاصي لربه
الواجب والأولي جهاد النفس عن المعاصي، وجهادالأعداء بالمال والنفس، لكن إذا لم يحصل هذا فجهاد الكفار بالنفس والمال أعظم من جهاد النفس بالمعاصي وجهاد الكفار من أسباب هداية الله له، وتوفيق الله له، حتى يدع المعاصي؛ لأنَّ المعاصي مما يُعين الأعداء، ومما يُسبب ضعف النفس عن الجهاد، فإذا منَّ الله عليه بترك المعاصي صار هذا أعظم في الجهاد، وأكبر في الجهاد، وأنفع للجهاد فجهاد الكفار مع المسلمين، والتعاون مع المسلمين-ولو كانت عنده معصية- أوجب فليس من شرط المجاهد أن يكون تقيًّا نقيًّا، لا، يُجاهد ولو كانت عنده معاصٍ، يُجاهد مع إخوانه بنفسه وماله، لكن إذا رزقه الله الجهادَلنفسه في ترك المعاصي مع جهاد الكفار؛ كان هذا أكمل، وهو واجبٌ عليه، وفرضٌ عليه فعليه أن يُجاهد هذا وهذا: أن يُجاهد النفس في ترك المعاصي، ويُجاهد أعداء الله بنفسه وماله وقلمه، فالجهاد بالقلم جهادٌ عظيمٌ
يقول النبيُّ ﷺ
جاهدوا المشركين بأموالكم، وأنفسكم، وألسنتكم ا رواه النسائي وأحمد وجماعة بإسنادٍ صحيحٍ
المرتدين عن الإسلام
ويخيرون على الترتيب بين العودة إلى الإسلام، أو القتال.
عَنْ ابْن عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمُا أنَّرَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ». أخرجه البخاري.
الخارجين علي إمام المسلمين
وهم الذين يخرجون على إمام المسلمين، ويثيرون الفتنة، فإن رجعوا وإلا قاتلهم، لتخمد فتنتهم.
قال الله تعالى
{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [9]} لحُجُرات: 9]
fوعقوبتهم حسب جريمتهم بما يراه الإمام من قَتْل،أو صلب، أو قَطْع أيديهم وأرجلهم من خِلاف، أو نفيهم من الأرض كما سبق هل يدخل تحت هذا البند ( الخطف للتعبيد ) سواء نساء أو أطفال أو حتي رجال ؟
قال الله تعالى
{إِنَّمَاجَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ في الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [33] إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غفُورٌ رَحِيمٌ [34]} [المائدة:33- 34].
الروابط
https://www.islamweb.net/ar/fatwa/54245/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D9%83%D9%84-%D9%86%D9%88%D8%B9
https://islamqa.info/ar/answers/20214/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%D9%87
https://binbaz.org.sa/fatwas/2798/%D9%85%D8%A7-%D8%A7%D9%81%D8%B6%D9%84-%D8%A7%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF
http://www.al-eman.com/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D9%87%20%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A/%D8%A3%D9%86%D9%88%D8%A7%D8%B9%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%87%D8%A7%D8%AF%20%D9%81%D9%8A%20%D8%B3%D8%A8%D9%8A%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87:/i582&d921732&c&p1