قال تعالي
وَمَاهَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)، «سورة العنكبوت: الآية 64»
والحياة والحيوان ضد الموت، والحيوان اسم يقع على كل شيء حي، وسمى الله عز وجل الدار
الآخرة «حيواناً» لأن بها البقاء الأبدي فمن صار للآخرة دام حياً سواء كان من أهل الجنة أو أهل النار، أهل الجنة في حياة طيبة وأهل النار في حياة نكد وشقاء وتعاسة.
وهنا كلها معنيان (1)
أن حياة الآخرة هي الحياة لأنها لا تنغيص فيها ولا يشوبها ما يشوب الحياة في هذه الدار، فالله عز وجل وصف الحياة الدنيا بأنها ذات عمر قصير، ومتاع قليل، قال تعالى: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ ...)، «سورة الروم: الآية 55»
( 2 )
أن يكون المعنى أنهاالدار التي لا تفنى ولا تنقطع ولا تبيد كما يفنى الأحياء في الدنيا، فهي أحق بهذا
من الحيوان الذي يفنى ويموت.