قال تعالي
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ * خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، «سورة لقمان: الآيتان 8 - 9»
أورد ابن القيم ضمن أسماء الجنة «جنات النعيم»كاسم مستقل وقال: هذا أيضاً اسم جامع لجميع الجنات لما تضمنته من الأنواع التي يتنعم بها من المأكول والمشروب والملبوس والصور والرائحة الطيبة والمنظر البهيج
والمساكن الواسعة، وغير ذلك من النعيم الظاهر والباطن.
عن مالك بن دينار قال
جنات النعيم بين جنات الفردوس وبين جنات عدن
وفيها جواري خلقن من ورد الجنة. قيل: ومنيسكنها؟ قال: الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني، والذين انثنت أبدانهم من خشيتي، وعزتي إني لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من
مخافتي صرفت عنهم العذاب، وجنة النعيم في الآية لا يراد بها مكانة أو درجة معينة في الجنة، وإنما يراد بها الجنة التي يحصل بها كمال التنعم وتمامه بكافة صوره وألوانه، وهذا يكون بنيل أعلى الدرجات وأفضلها. وجنات النعيم - كما ذكر بعضهم - أعلى أو أفضل الجنات، أو هي أخص ما في جنة الفردوس، ولذلك جعلها الله جزاء للسابقين المقربين
قال تعالى
(وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَ?ئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِيجَنَّاتِ النَّعِيمِ)، «سورة الواقعة: الآيات 10 - 12»
أي السابقون في الدنيا إلى الخيرات، هم السابق ونفي الآخرة لدخول الجنات. أولئك الذين هذا وصفهم، المقربون عند الله، في جنات النعيم، في أعلى عليين، في المنازل العاليات، التي لا منزلة فوقها.