المصيبة في وجود غريم وفي عدم وجود غريم
المصيبة في وجود غريم وفي عدم وجود غريم
الموضوع يدور حول آيتين فقط: فلنبدأ...
الآية الأولي
يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) سورة لقمان
الآية الكريمة تعطينا بعض الأوامر - ليس مكانها هنا في هذا السياق - إلا اننا سنعرض عليها عرضاً سريعاً:
1 - نداء محبب للأبناء- ليس يا عاص - يا من لا ارضي عنه أو غير ذلك .
2 - عدة اوامر من اب ملقب بحكيم زمانه - لقمان الحكيم ) إذا اردت ان تعرف المزيد عن لقمان الحكيم، تفضل بزيارة:
https://sirazatihislamih.blogspot.com/p/blog-page_50.html
3 - الأوامر ( إقامة الصلاة - الأمر بالمعروف - النهي عن المنكر - الصبر علي المصائب)
https://r2islamy.blogspot.com/p/blog-page_690.html
4 - يذيل الله - تعالي - الآية بأنك إذا فعلت هذه الأوامر، كان تطبيقك للآية من ( عزم الأمور) وما هي عزم الأمور إذن ؟ خيرُ الأمور عوازمُها؛ أي: فرائضُها التي عزم الله عليك بفعلها. إذن انت المسلم الذي يرضاه الله - تعالي - بفعل ذلك فهنيئاً لك.
الآية الثانية
قال تعالي
وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) سورة الشوري
هنا الآية الكريمة تشرح لك أن هناك غفران، وبما اننا لسنا اهلاً لأن نحاكم الله تعالي - علي ابتلاءاته لنا ، إذن لمن نغفر؟ للغريم ، من هو الغريم الذي كان وسيط بين عذاب الله لنا أو ابتلاءه لنا عبر هذا الإنسان أو هذه المجموعة أو أو ... لاحظ لا يأمرك الله بالصبر هنا بل يعزم عليك بأنك لو فعلت فإن ذلك ( لمن عزم الأمور) وما الفرق إذن الآية واحدة تقريباً!! لا ليست الآية واحدة بل توجد ( ل التوكيد) وتغير المعني كثيراً ، حيث تؤكد عليك أنك إذ فعلت فقد قمت بعزائم الأمور لا محالة .
الفرق بين الآيتين يسير لغوياً ـ عميق عقائدياً، حيث يبين لك الله - تعالي - أن عين التوحيد لله تعالي - في المصائب أن تعلم إن كان لك غريم " وسيط" بين المصيبة الواقعة عليك - حفظك الله - أن المصيبة تأتي من الإصابة ومن يصيبك في الأساس هو الله - تعالي هو الذي يلقي عليك السهم وسهم الله لا يخطأ أبداً ، وعين توحيدك له علمك بأن المصيبة من الله تعالي وإن كان بينك وبينها ( هذا الإنسان الي اساء إليك أو وشي بك أو ظلمك ظلم مباشراو غير مباشر) .
ولعلك تذكرت معي قوله تعالي
( ومن يؤمن بالله يهد قلبه )
قال فيها العلماء أنه إذا اصابتك مصيبة تعلم أولاً: انها من عند الله ولو كان بينك وبينها ( غريم) يهد الله قلبك هداية لا تعلم من اين جاءت وربما انت لا تستحقها بعملك.
1 - في وجود الغريم: هناك من ينزل عليك المصيبة ضرباً أو قهراً أو زوراً أو غير ذلك.
2 - المثال الثاني: وصول المصيبة لك من الله - تعالي - مباشرة حيث يجب عليك التسليم والثبات والإسترجاع - أي قول ( إنا لله وإنا إليه راجعون)