هل عاد عام الرمادة من جديد علي المسلمين في الصومال وغيرها؟
في سنة 18 هـ
أصاب النَّاس في الجزيرة مجاعةٌ شديدةٌ، وجدبٌ، وقحطٌ، واشتدَّ الجوع حتَّى جعلت الوحوش تأوي إِلى الإِنس، وحتَّى جعل الرجل يذبح الشَّاة فيعافها من قبحها، وماتت المواشي جوعاً، وسمِّي هذا العام عام الرَّمادة؛ لأنَّ الرِّيح كانت تسفي تراباً كالرَّماد، واشتد القحط، وعزَّت اللُّقمة. وهرع الناس من أعماق البادية إِلى المدينة، يقيمون فيها، أو قريباً منها، ويلتمسون لدى أمير المؤمنين
حلاًّ
فهل وجد الفاروق حلاً؟
عن أسلم، قال: لمَّا كانعام الرَّمادة جاءت العرب من كلِّ ناحيةٍ، فقدموا المدينة، فكان عمر قد أمر رجالاً
يقومون بمصالحهم، فسمعته يقول ليلةً أحصوا مَنْ يتعشَّى عندنا: أحصوهم فوجدوهم 7آلاف رجلٍ ، وأحصوا الرِّجال المرضى، والعيالات: الفقراء:فكانوا 40 ألفاً ثمَّ بعد أيامٍ بلغ الرِّجال، والعيال 60 ألفاً فما برحوا حتَّى أرسل الله السَّماء، فلمَّامطرت؛ رأيت عمر قد وكَّل بهم من يخرجونهم إِلى البادية، ويعطونهم قوتاً وحملاناً: ما تُحمل عليه الهدايا من الدوابّ، إِلى باديتهم، وكان قد وقع فيهم الموت فأراه ماتثلثاهم، وكانت قدور عمر تقوم إِليها العمَّال من السَّحر يعملون الكركور، ويعملون
العصائد.
وهنا نرى الفاروق رضيالله عنه يقسِّم وظائف العمل على العاملين، وينشئ مؤسَّسة اللاجئين بحيث يكون كلُّ
موظفٍ عالماً بالعمل الَّذي كلَّف به دون تقصيرٍ فيه، ولا يتجاوز إِلى عملٍ آخر فقد عين أمراء على نواحي المدينة لتفقُّد أحوال النَّاس الَّذين اجتمعوا حولها طلباً للرزق
1 - تعيين الأمراء علي أطراف مكان المجاعة ومهامهم تتلخص في التالي
الإشراف على تقسيم الطَّعام، والإِدام على النَّاس
وإِذا أمسوا؛ اجتمعوا عنده، فيخبرونه بكلِّ ماكانوا فيه، وهو يوجِّههم.
3 - قيام الليل
وكان رضي الله عنه يصلِّي بالنَّاس العشاء ثمَّ يخرج إِلى بيته، فلا يزال يصلِّي حتَّى يكون آخر الليل، وقد كان من أدعيته - رضي الله عنه : وقد ذكر عبد الله بن عمر بأنَّه قال: وإِنِّي لأأسمعه ليلةً في السَّحر، وهو يقول: اللَهُمَّ لا تجعل هلاك أمَّةِ محمَّد على يدي يقول: اللَهُمَّ لا تهلكنا بالسِّنين،وارفع عنا البلاء يردِّد هذه الكلمات
4 - الإشراف بنفسه قبيل الفجر علي الناس
ثمَّ يخرج فيأتي الأنقاب، فيطوف عليها
5 - كان يتعهَّد مرضاهم، وأكفان من مات منهم.
أسرع عمر رضي الله عنه فكتب إِلى عمَّاله علىالبلاد الغنيَّة يستغيثهم فأرسل إِلى
أ- عمرو بن العاص عامله على ( مصر)
من عبد الله عمر بن الخطَّاب أمير المؤمنين إِلى العاصي بن العاص، سلامٌ عليك، أمَّا بعد: أفتراني هالكاً وَمَنْ قِبَلي، وتعيش أنت
منعماً وَمَنْ قِبَلَك ؟ فواغوثاه! واغوثاه! فكتب إِليه عمرو بن العاص: لعبد اللهمير المؤمنين من عمرو بن العاص سلامٌ عليك، فإِنِّي أحمد الله إِليك الَّذي لا إِله إِلا هو، أمَّا بعد: أتاك الغوث، فالرَّيث الرَّيث! لأبعثنَّ بِعِيْرٍ (عير: بكسر العين: قافلة) أوَّلها عندك، وآخرها عندي، مع أنِّي أرجو أن أجد سبيلاً أن احمل في البحر، فبعث في البر بألف بعيرٍ تحمل الدَّقيق، وبعث في البحر بـ 20 سفينة تحمل الدَّقيق، والدُّهن، وبعث إِليه بـ 5 آلاف كساءٍ
وكتب عمر إِلى كلِّ عاملٍ من عمَّاله على ( الشَّام )
ابعث إِلينا من الطَّعام بما يصلح مَنْ قِبَلنا،فإِنَّهم قد هلكوا، إِلا أن يرحمهم الله.
وكتب إِلى عمَّاله على ( العراق )
وكتب إلي عماله علي ( فارس: إيران اليوم)
فكلُّهم أرسلوا إِليه
7 - الأمر بنحر البعير، فليحفظوا شحمه، وليقدِّدوالحمه.. ثمَّ ليأخذوا شحماً، ودقيقاً، فيطبخوه
قال الزُّبير بن العوَّام
8 - وَقْفُ إِقامة حدِّ السرقة
قال عمر رضي الله عنه: (لا يُقطع في عَذْقٍ: سعف النخلة"، ولا عام السَّنة، وقد تأثَّرت المذاهب الفقهيَّة بفقه عمر رضي الله .
عنه فقد جاء في المغني: قال أحمد: لا قطع في المجاعة، يعني: أنَّ المحتاج إِذا سرق ما يأكله؛ فلا قطع عليه؛ لأنه كالمضطر. فالضرورات تبيح المحظورات.
9 - جمع الزكاة بالتقادم
أوقف عمر رضي الله عنهإِلزام النَّاس بالزَّكاة في عام الرَّمادة، ولما انتهت المجاعة، وخصبت الأرض جمع الزكاة عن عام الرَّمادة، أي اعتبرها ديناً على القادرين حتّى يسدَّ العجز لدى الأفراد المحتاجين وليبقي في بيت المال رصيداً بعد أن أنفقه كلَّه، (...فأخذوا عِقالين، فأمرهم أن يقسموا عقالاً ويقدموا عليه بعقالٍ، أي: صدقة سنةٍ)
10 - الإنتقال من البلد إن أمكن
قال تعالي
﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور ﴾ [الملك: 15]
المَنْكِبُ : مُجْتَمَعُ رأْس العَضُد والكتف
أي إذا طلب منك أيها المسلم - من أهل المجاعة - أن تمشي في مناكب الأرض ، أي تتحرك من شرقها إلي غربها ، فإذا ضاقت ، بك الحياة في مكان واستطعت الإنتقال، انتقل علي بركة من الله في الحديث: إن عمر بن الخطاب مر على قوم فقال لهم: مَن أنتم؟ فقالوا: المتوكِّلون، قال: بل أنتم المتواكلون، إنما المتوكِّل رجل ألقى حَبَّه في بطن الأرض وتوكَّل على الله عز وجلو وقد جاء في الأثر: "إنَّ الله يحب العبد المؤمن المُحترِف"؛ (تفسير القطان (3 / 356).
11 - الرمًّل
أخبر أبو موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنالأشعريِّين إذا أرملوا في الغزو، وقلَّ طعام عيالهم بالمدينة: جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسويَّة، فهم مني وأنا منهم))؛
أخرجه البخاري ومسلم.
12 - الزراعة المستدامة
تشير منظمات دولية أن من الضروري زيادة إنتاج الغذاء في العالم بنسبة 40% بحلول عام 2030م لتلبية الطلب المتوقع
في المقالة القادمة: انتظر الحلول الآنية للمجاعات عسي أن يكون فيها النفع والرفع
الروابط
https://1-a1072.azureedge.net/blogs/2019/12/26/%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%B9%D9%87%D8%AF-%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7-%D8%B9%D9%85%D8%B1-%D8%A8%D9%86
https://www.alukah.net/culture/0/106289/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%B6%D9%88%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9/
https://ar.islamway.net/article/43060/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%86%D8%AF%D9%84%D8%B3
https://sputnikarabic.ae/20191010/%D9%81%D9%8A-%D8%B2%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%86-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85%D9%83-%D8%A5%D9%84%D8%A7-%D9%87%D8%B0%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B7%D8%B9%D9%85%D8%A9-1043111584.html