ما هي مكونات الحضارة ، وما هو الجزء المادي من الحضارة الإسلامية ؟

الحضارة هي النتاج الفكري والثقافي والمادي المتراكم لأمةٍ من الأمم والتي تمنحها خاصيةً مميزة عن الأمم الأخرى. ولا يمكن حصر الحضارة على الجانب المادي فقط كالمباني والقلاع والقصور أو اختزالها في أنماطٍ سياسية كالامبراطوريات والأسر الحاكمة والدول بل بما تنتجه أمةٌ ما من خصائص مميز وفنون. وهي

حالة متقدمة من المجتمع البشري ، حيث تم الوصول إلى مستوى عالٍ من الثقافة والعلوم والصناعة والحكومة ، على الرغم من صعوبة تعريف "الحضارة" ، فمن الممكن معرفة العوامل التي أدت إلى ظهور الحضارة و خصائص الحضارات

الآن: ما هو الجزء المادي والجزء الغير مادي من أي حضارة ؟

أولاً: الجزء الغير مادي من الحضارة

بالنسبة للحضارة الإسلامية ( الدور الإسلامية -المساجد - المستشفيات - الزخارف الإسلامية علي البنايات - المدارس ... الخ )

من يري تاريخ الأبنية سيجد التالي

أ - الأبنية المزخرفة: أغلب هذه المرحلةالتاريخية التي تعود إلي الحضارات مثل الحضارة الأثينية والاتينية وغيرها تجد الزخارف هي النظام الأصيل في المباني ، انظر لأيا صوفيا وكم الزخارف بها، انظر
للمباني القديمة في الأحياء الراقية في أي بلد عربي ، بل انظر في إسبانيا للطابع الإسلامي للزخارف هناك لتعلم أن الزخرفة البنائية الإسلامية جزء أصيل من البناء في تلك المرحلة التاريخية .

ب - الكتل الخرسانية: حيث لا توجد بها أي نوع من الزخارف ، لا علي السقوف العالية كما الأبنية السابقة ، بل الأبنية ذات أسقف منخفضة ليس بها زخارف ن ولا يوجد زخرف علي الحيطان لا داخل المبني كالرخام في الأرض وغيره ولا خارج المبني ، وهذا في كل العالم تقريبا .

ج - الأبنية الخضراء: أو المزودة بالزرع حتيولوكانت ناطحات سحاب ، فهي لها منظر جمالي ومدلول لما يمر به العالم من تغير مناخ

.
د - الرجوع إلي الفن الجمالي ( الأشكال ) :حيث تجد العمران في الغرب اليوم يغلب عليه الشكل الهندسي للمبني وليس طوابق فوق بعضها وحسب ، وبعض البلدان العربية التي تقوم بعمل أبنية مرتفعة للغاية أو شكل غريب لشكل شيء أثري بها مثل مكتبة الإسكندرية في مصر ، أو البرج الأيقوني في دبي .

الآن: هل تعرفت علي قيمة الزخارف في الأبنية أنها تمثل هُوية وتأصلها تأصيل؟

2 - الكتابة والتدوين ( مثل المخطوطات والتوثيق )

لا تقوم حضارة بدون توثيق دقيق ومنظم لما حدث في السابقأو الحاضر ، فنحن سمعنا عن الحضارة الإسلامية في الأندلس - من نقلها لنا ( الكتاب المرموقين والموثقين وكُتاب المخطوطات الثمينة في القيمة، وإن الكتابة العربية بالنسبة للثقافة الإسلامية بمثابة هُوية ـ فالقرآن مكتوب بالعربية ، واللغة المختارة من ضمن لغات العالم لأهل الجنة هي اللغة العربية ، واللغة المنطوقة قد تفقد من جيل إلي جيل لكثرة المتعددي اللغات فتدخل اللغات الأخري واللهجات أحيا كثيرة في الحديث الشفوي ، أما الكتابة فهي تتمتع بخاصية الرقي والتعالي عن الإشكال المنطوق ، لذا فإن أي حضارة لا يتم التوثيق بها لا يمكن أن يثق فيها ، هذا غير: أن القدماء قد كتبوا الجدران حفاظا على تراثهم الثمين بالنسبة لنا ، وبالتالي فإن فكرة الكتابة هي فكرة مركزية في ثقافة الناس ، يحافظون من خلالها على تفاصيل حياتهم ، ومن يحب الكتابة يكتب الصغير والصغير، ومعظم الشباب العربي اليوم يكتب إما بلغة إنجليزيةخالصة أو Franco Arab أو يكتفون باللإيموجي أو الشخصيات الكرتونية فيالكتابة ابتداء من الإبتسامة إلي غيرها من الأشكال التي بالنسبة لهم توفر الوقت والجهد ، مما يؤدي لتأكل الكتابة العربية وهذا في حد ذاته تآكل للحضارة الإسلامية
أو جزء لا يتجزأ منها .

فكرة الملابس الدينية مسألة هوية ، مسألة فرض علي الآخر التعامل بشكل معين ، فقد وجدت دراسة حديثة أن من يلبس الملابس الرسمية هو يتحدث بطريقة تليق بملابسه ، ومن يتعامل معه يتعامل بإحترام وهو ما يصفه المسلمون بالحشمة ، وهو جزء أصيل من الحضارة الإسلامية ، التي بناها الأجداد وحافظ
بعض الأحفاد عليها، ولولا الحفاظ لإندثر جزء أصيل من الجزء المادي للحضارة الإسلامية
.

5 - تزيين الجسم ( مثل الحنة في الإسلام )
إن تزيين الجسد يلف العالم كله بشعوبه وقبائله بأعرافهم وتقاليدهم ، فمنهم من يشق وجهه ومنهم من يرسم الوشم علي أنحاء جسده ومنهم ومنهم، والإسلام له ضوابط في تزيين الجسد ، فقد تحدث عن خصائص الفطر منها تقليم الأظافر وليس إطالتها بطريقة غير مناسبة أو تقليم الشعر كل فترة وليس
إطالته ليدخل في الموسوعات العلمية لمن يطول شعره بهذه الطريقة ،أو قصه بأنواع قص غير مسموح بها في الإسلام للرجال، أو حلق الشعر للنساء وغيرها من الضوابط ولم يرفض الحناء - مادة طبيعية - عكس الوشم ،فهو لم يرفض تزيين الجسد ولكن له ضوابط ، ولو فقد هذا الجزء من الحضارة الإسلامية لوجدت شباب المسلمين موشومين في أنحاء جسدهم وثاقبين أجزاء أخر من الجسد ولهم شكل لا يختلف عن حضارات أخر مثل الحضارة الغربية

6 - الفن
للفن أنواع كثيرة في الإسلام ، منها زخارفالأبنية - زخارف الخشب المعشق كالأرابيسك ، والمشربيات الأصيلة في التراث العربي ،مروراً بالطرب العربي ( القصائد العربية التي لها مدلول وإرث لسامعيها ) والمدائح النبوية وغيرها مما تقدم الآن لفنون إسلامية مختلفة ، إلي الرسوم ، فقد كان
القدماء يرسمون علي المعابد خوفاً علي فقدان هويتهم ، بالطبع للإسلام ضوابط للرسم
، لكن الرسوم الطبيعية التي ليس بها أرواح وغيرها من محاكاة الطبيعة وغيرها لا يضر
الإسلام في شيء بل يعيد الحياة الإسلامية القديمة لنفوس متذوقي هذا النوع من الفن
، أما الكلمات العربية المرسومة هندسياً بخطوط هندسية إسلامية كالأندلسي والأميري
وغيرها ، فمن يقوم بتطوير هذه الصناعات هو بمثابة حفاظ علي الهوية - مجرد رأي -

1 - المعتقد

إن الغرب اليوم بالرغم من أكثريته علمانية لا دين لها إلا أن الهوية الأصيلة لبعض الشعوب الغربية ( المسيحية ) والبعض الآخر ( الإلحاد ) هو الدين الرسمي للبلاد إن صح التعبير مع كثرة الأديان الأرضية العلمية منها والإسطورية ، والدين الإسلامي له طابع خاص في المأكل والمشرب والملبس والفرح
والحزن وغيرها من الأمور اليومية التي لا ينفك عنها مسلم متدين ، لذا فإن الحفاظ علي الهوية الدينية في المأكل والمشرب وطريقة الفرح وطريقة الحزن ، فلا يسمح للمسلم في حزنه بالتلفظ بالألفاظ النابية أو ترك العقيدة أو اللطم علي الوجه أو الصراخ ...الخ ، ولا يسمح له في الفرح أن يحيد عن الوقار المطلوب له في هذه الحالة مما يمثل ثقافة إسلامية مادية وهي الحضارة التي يبنيها المسلمون عبر الأجيال .

إن القيم التي يحملها المجتمع ككل، أو يحملها الجزء الإسلامي من المجتمع ويعيش بها ويفرضها علي أفراده جزء من الحضارة الإسلامية ، التي لو فقدت ، فقد جزء أصيل من الحضارة الغير مادية للإسلام .

وغيرها بالطبع مما لا مكان له هنا في هذا المقال...

https://site-8210130-5806-1233.mystrikingly.com/blog/the-culture?categoryId=undefined