جبرائيل أو جبريل عليه السلام
قال تعالي
{وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
ملك سماوي من ملائكة الله تعالى، خلقه الله -عزَّ وجلَّ- من نور كسائر الملائكة، وهو الوحي الذي ينزل على الأنبياء والمرسلين بإذن الله تعالى، فقد نزل جبريل -عليه السلام- بالقرآن الكريم على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وجبريل هون الروح الأمين وهو الذي نزل بالرسالات على الأنبياء والرسل، وهو الذي ساند موسى بأمر الله في يوم الزينة، وهو الذي جاء إلى مريم العذراء رسولًا من عند الله وبشَّرها بولادة المسيح
اhا
سبب تسمية جبريل بالروح الأمين
لقد لُقِّب جبريل -عليه السلام- بالروح الأمين؛
قال تعالى:
( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ) سورة الشعراء
فقد جاء عن الجياني أنَّه قال: "سُمِّيَ روحًا لأنَّ النفوس تحيا بهِ كما تحيا بالأرواح"
وجاء عن الرازي وابن عادل:
"سماهُ روحًا من حيث خُلِقَ من الرُّوح"
وقال ابن عاشور
"سُمِّي روحًا؛ لأنَّ الملائكة من عالم الروحانيات وهي المجردات، والأمين صفةُ جبريل؛ لأنَّ اللهَ أمَّنَهُ على وحيِهِ"،ومن الجدير بالذكر إنَّ من ألقاب جبريل الروح القدس، قال تعالى في سورة البقرة: {وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ}،
قال قُتادة
في تفسير هذه السورة) وأيدناه بروح القدس}
صفات سيدنا جبريل
العلم
إنّ جبريل -عليه السلام- هو معلّم الأنبياء عليهم السلام؛ فهو الذي علّم رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم، ودليل ذلك قول الله تعالى: (مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى*وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى*إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى*عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى*ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى)وهو الناقل لبعض علم الله -تعالى- إلى الأنبياء عليهم السلام، ودليل ذلك قول الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ*نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ*عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ*بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)
القوة الهائلة
وصف القرآن الكريم جبريل عليه السلام بالقوة؛ ودليل ذلك قول الله تعالى: (ذِي قُوَّةٍ)؛ وذلك لتتناسب تلك القوة مع حجم المهام التي أوكلها الله -تعالى- إليه، ومن الصفات التي وصفه بها الله -تعالى- أيضاً؛ عظيم الخلقة، وله ستمئة جناحٍ، أمّا غيره من الملائكة فقد ذكر الله -تعالى- أنّ لهم مثنى وثلاث ورباع من الأجنحة، وتلك من الأمور التي تميّزه عن غيره من الملائكة
التمكين
فإنّ الله -تعالى- قد مكّن لجبريل -عليه السلام- في السماء؛ وذلك بطاعة الملائكة له بأمر الله تعالى، وفي الأرض؛ بالبطش بالظالمين
مطاعٌ من قِبل مَن معه
وإنّ تلك الطاعة طاعةٌ حقيقيةٌ له، من قِبل الملائكة
الأمانة
ومن أمانته؛ ائتمان الله -تعالى- جبريل -عليه السلام- على الوحي، وأمورٍ أخرى غير الوحي، فإنّ جبريل -عليه السلام- أهلٌ لتلك الأمانة التي أعطاه إياه الله تعالى، في نقل كلامه كما أمر من غير تبديلٍ، ولا تغييرٍ، ولا زيادةٍ، ولا نقصانٍ. أعمال جبريل عليه السلام
أعمال جبريل عليه السلام
من الأعمال التي قام بها جبريل -عليه السلام- ما يأتي:
تعليمه لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة -رضي الله عنهم- القراءة
فعندما نزل جبريل إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو في الغار، كانت أول كلمةٍ قالها جبريل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: اقرأ، فكانت تلك الكلمة أول أمرٍ أراده الله -تعالى- للبشرية جمعاء.
مواساته لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في حزنه
. طاعة ربّه تعالى، وتلبية ندائه. جبريل -عليه السلام- يعدّ رسول الله تعالى، إلى نبيه ورسوله محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم. عروجه برفقة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إلى السماوات السبع؛ فكان له مرشداً فيها
. مشاركة جبريل -عليه السلام- لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والصحابة رضوان الله عليهم، في القتال
مكانة جبريل عليه السلام
أحد الملائكة المقرّبين من الله تعالى، وجبريل موكلٌ بتنزيل الوحي إلى الأنبياء عليهم السلام، وهو أحد رؤساء الملائكة، فإنّ الله -تعالى- قال عنه مبيناً مكانته ووظيفته الأساسية: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ)
وإنّ الظاهر من نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، أنّ جبريل عليه السلام
أعظم الملائكة قدراً
وقد كان يُعرف قبل الإسلام بالناموس الأكبر، وهو سيد الملائكة، وروح القدس، وهو الروح الأمين الموكل بالوحي إلى الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وهو أول من يرفع رأسه إذا أمر الله -تعالى- أمراً من أهل السماء
مكانة جبريل -عليه السلام- عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
فإنّ لجبريل -عليه السلام- مكانةٌ ومنزلةٌ كريمةٌ، وأخوةٌ متينةٌ، فهو الصاحب للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الوحدة، والأنيس وقت الشدّة، وهو صاحب المقام الكريم، والأمر المطاع، وهو الذي اشتاق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لرؤيته وزيارته، رآه رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- على حقيقته مرتين؛ مرةً عند نزول الوحي، ومرةً عند سدرة المنتهى في ليلة الإسراء والمعراج، وهو إمامٌ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم
بعض مواقفه مع الرسل
موقفه مع مريم البتول
قال تعالى
في سورة مريم: {فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا}
بعض من مواقفه مع نبينا محمد – صلي الله عليه وسلم -
حديث جبريل الطويل
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، فقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ) ، قال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه ، قال : " أخبرني عن الإيمان " قال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ) ، قال : " صدقت " ، قال : " فأخبرني عن الإحسان " ، قال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) ، قال : " فأخبرني عن الساعة " ، قال : ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ) ، قال : " فأخبرني عن أماراتها " ، قال : ( أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) ثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ) ، قلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) رواه مسلم . هذا الحديث عظيم القدر ، كبير الشأن ، جامع لأبواب الدين كله ، بأبسط أسلوب ، وأوضح عبارة ، ولا نجد وصفا جامعا لهذا الحديث أفضل من قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم.
الروابط
https://www.islamweb.net/ar/article/58565/%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
https://sotor.com/%D9%85%D9%86-%D9%87%D9%88-%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84--%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-/
https://mawdoo3.com/%D8%B5%D9%81%D8%A7%D8%AA_%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
https://mawdoo3.com/%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA_%D8%B9%D9%86_%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%86%D8%A7_%D8%AC%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85