النفخ في الصور
فقال سبحانه
{ ونفخ في الصورفإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } (يّـس:51)
وقال تعالى
{ فإذا نقر في الناقور () فذلك يومئذ يوم عسير }(المدثر:8- 9)
ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه قال
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال :ما الصور ؟ ، قال صلى الله عليه وسلم : ( الصور قرن ينفخ فيه ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح
وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
(خَيْرُيومٍ طَلَعَتْ فيهِ الشَّمْسُ يومُ الجُمُعَةِ، فيهِ خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أهْبِطَ، وفيهِ تِيبَ عليهِ، وفيهِ ماتَ، وفيهِ تَقُومُ الساعةُ، وما مِنْ
دابَّةٍ إلاَّ وهِيَ مُصِيخَةٌ يومَ الجُمُعَةِ مِنْ حينِ يُصْبَحُ حتَّى الشَّمْسَ شَفَقَاً مِنَ الساعةِ إلاَّ الجِنَّ والإنسَ، وفيها ساعةٌ لا يصَادِفُهَا عبْدٌ مُسْلِمٌ وهوَ يُصلِّي يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً إلاَّ أعْطَاهُ إياهُ) رواه الحاكم وصحَّحه ووافقه الذهبي
قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ
(وأمَّاقولُهُ«وما مِنْ دابَّةٍ إلاَّ وهي مُصيخةٌ»، فالإصاخةُ الاستماعُ ، وها هوهَهُنا: استِمَاعُ حَذَرٍ وإشْفَاقٍ، وخشْيَةِ الفَجْأَةِ والبَغْتَةِ) انتهى،
وقال الصنعانيُّ: (أي: تَرْقُبُ قيامها وتُصغي آذانها إلى سماع أشراطِها، خوفاً من وُقوعِها وظُهورِ آياتِ اللهِ، ولعلَّ واللهُ أعلمُ أنها تُصيخُ انتظاراً لطُلُوع الشمس من مغربها، لأنه أولُ الآيات، وأنها إذا طَلَعت كذلك كانَ منَ الأفزاعِ والأصواتِ ما تَفْزَعُ كُلَّ سَمْعٍ) انتهى.
(إلاَّ الجِنَّ والإنسَ):استثناهم من كُلِّ دابةٍ لأنَّ غالبهم غافلون عن ذلك.
من المَلَك المأموربالنفخ في الصور؟
أوكل الله عز وجل أمر النفخ في الصور لإسرافيل عليه السلام وهو من الملائكة العظام ، ومنذ أن أوكلبذلك وهو متهيئ للنفخ فيه ، وكلما اقترب الزمان ازداد تهيؤه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( كيف أنعم ، وقدالتقم صاحب القرن القرن ، وحنى جبهته ، وأصغى سمعه ينتظر أن يؤمر أن ينفخ فينفخ ، قال المسلمون : فكيف نقول يا رسول الله : قال : قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل ،
توكلنا على الله ربنا ) رواه الترمذي وحسنه.
وينفخ في الصورنفختان وقيل ثلاث
1 النفخة الأولى تسمى : نفخة الصعق - الموت -
قال تعالى
{ ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن فيالأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون } (الزمر:68)
وبسماع هذه النفخةيموت كل من في السموات والأرض إلا من شاء الله أن يبقيه . قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الناس يصعقون ، فأكون أول من يفيق ،فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي ، أو كان ممن استثنى الله ) رواه البخاري ومسلم.
وتأتي هذه الصيحة على حين غفلة من الناس وانشغال بالدنيا ، كما قال تعالى : { ماينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون () فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون }( يّـس:49-50) ، روىالإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمرو، قال: " لينفخن في الصور، والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إن الثوب ليكون بين الرجلين يتساومان، فما يرسله أحدهما من يده حتى ينفخ في الصور، وحتى إن الرجل ليغدو من بيته فلا يرجع حتى ينفخ في الصور "
من الذي يموت تحديداًفي النفخة الأولي ؟
قال أنسٌ رضيَ الله عنه
(تُبْعَثُ الخلائِقُ يومَ القيامةِ وإنَّ السَّماءَ لَتَطِشُّ بالْمَطَرِ، وذلكَ أنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ إذا أَمَرَ إسرافيلَ أنْ يَنْفُخَ في الصُّورِ نَفْخَةَ الصَّعْقِ
وهيَ النفخةُ الأُولى، فيَمُوتُ أهلُ السماواتِ السَّبْعِ والأرضينَ السَّبْعِ وما بينهُنَّ، ثمَّ يَمُوتُ جِبريلُ ومِيكائِيلُ وإسرافيلُ ومَلَكُ الْمَوْتِ،
فتَمْكُثُ الخلائِقُ مَوْتَى ما بينَ النفختَيْنِ أربَعُونَ عَاماً) رواه الدينوري وقال مُحقِّقُه: (رجالُه ثقاتٌ(
كيفية النفخ في الصور( النفخة الأولي)
فيكون مع النفخ الأول فيالصور نَقْرٌ فيهِ، قال تعالى: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِيالنَّاقُورِ ﴾،وبيَّنَ القرطبيُّ الحكمة من ذلك فقال: (فإذا نُفخَ فيه للإصعاقِ جُمعَ بينَ النفخِ والنَّقْرِ، لتكون الصيحة أهدَّ وأعظم) انتهى
وقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
تقُومُ الساعةُ والرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَفمَا يَصِلُ الإناءُ إلى فيهِ حتى تَقُومَ، والرَّجُلانِ يَتَبايَعَانِ الثوب فمَا يَتَبايَعَانِهِ حتى تقُومَ، والرَّجُلُ يَلِطُ في حَوْضِهِ فما يَصْدُرُ حتى تقُومَ) رواه مسلم.
2 - النفخة الثانية - نفخة البعث -
قال تعالي
{ ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون }(الزمر: 68 )
وهي صيحة توقظ الأموات مما هم فيه ، ثم يحشرونبعدها إلى أرض المحشر ، وهذه النفخة هي المقصودة بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون }( يـس:51) .
وقيل إنهم 3 نفخات
ذهَبَ شيخ الإسلام ابنُ تيميةَ إلى أنها ثلاث نفخات
نفخةالفزع، قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِيالصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ
اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾،وهو فَزَعُ حياةِ الناس وليس بالفزع الأكبر، ونفخة الصعق، ونفخة البعث، والله أعلم.
كيفية النفخ في النفخةُ الثانية
ذكَرَجَلَّ وعَلا في هذهِ الآيةِ الكريمةِ النَّفْخَةَ الأخيرَةَ، والصُّورُ قَرْنٌ من
نُورٍ يَنْفُخُ فيهِ الْمَلَكُ نفْخَةَ البَعْثِ، وهيَ النفخةُ الأخيرةُ، وإذا
نَفَخَها قامَ جميعُ أهلِ القُبُورِ مِنْ قُبُورِهِم أحياءً إلى الحِسابِ
والجَزَاءِ) انتهى.
الفترة الزمنيةالفاصلة بين النفختين
: وأمَّا عن الْمُدَّة التي تكونُ بين النفختين، فعنْ أبي هُريرةَ رضيالله عنه قالَ: (قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «ما بينَ النفخَتَيْنِ أرْبَعُونَ» قالُوا: يا أبا هُريرةَ أربعُونَ يَوْماً؟ قالَ: أبَيْتُ، قالوا: أربعونَ شَهْراً؟ قالَ: أَبَيْتُ، قالوا: أربعونَ سَنَةً؟ قالَ أبَيْتُ، «ثمَّ يُنْزِلُ اللهُ من السَّماءِ ماءً، فيَنْبُتُونَ كَمَا يَنْبُتُ الْبَقْلُ» قالَ: «وليسَ من الإنسانِ شَيْءٌ إلاَّ يَبْلَى، إلاَّ عَظْماً واحداً، وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يُرَكَّبُ الخلْقُ يومَ القيامةِ») رواه مسلم، فاللهُ أعلَمُ بها، أأربعين يوماً، أم أربعين جمعة، أم أربعين شهراً، أم أربعين سنة، واشتُهرَ عن الصحابةِ أنها أربعونَ سَنَةً
وقال صلى الله عليه وسلَّم
(فَيَبْقَى شِرَارُ الناسِ في خِفَّةِ الطَّيْرِوأحلامِ السِّبَاعِ، لا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً ولا يُنْكِرُونَ مُنْكَراً، فيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيطانُ فيقُولُ: أَلا تَسْتَجيبُونَ؟ فيقُولُونَ: فَمَا تأْمُرُنا؟ فيَأْمُرُهُمْ بعبادةِ الأوثانِ، وهُمْ في ذلكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حسَنٌ عَيْشُهُمْ، ثمَّ يُنْفَخُ في الصُّورِ، فَلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلاَّ أصْغَى لِيتاً وَرَفَعَ لِيتاً، قالَ: وأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حوْضَ إِبِلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ ويَصْعَقُ النَّاسُ) رواه مسلم قالالنووي: (قالَ العُلَماءُ: معناهُ يكُونُونَ في سُرْعَتِهِمْ إلى الشُّرُورِ وقَضَاءِ الشَّهَواتِ والْفَسَادِ كَطَيَرَانِ الطَّيْرِ، وفي العُدْوَانِ وظُلْمِ بعْضِهِمْ بَعْضاً في أَخْلاقِ السِّبَاعِ العاديةِ، قولُهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «أَصْغَى لِيتاً ورَفَعَ لِيتاً».. وهي صفحةُ العُنُقِ، وهي جانبُهُ، وأصغى أَمَالَ)
وأمَّا عن الحوادثِ بينَ النفختين
فقد قالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ثمَّ يُنْفَخُ فيالصُّورِ فلا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إلاَّ أَصْغَى لِيتاً ورَفَعَ لِيتاً، قالَ: وأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبلِهِ، قالَ: فَيَصْعَقُ، ويَصْعَقُ الناسُ، ثمَّ يُرسلُ اللهُ - أوْ قالَ يُنْزِلُ اللهُ - مَطَراً كأنهُ الطَّلُّ أوِ الظِّلُّ - نُعْمانُ الشَّاكُّ - فتَنْبُتُ منهُ أجسادُ الناسِ، ثمَّ
يُنفخُ فيهِ أُخْرَى فإذا هُمْ قِيامٌ يَنظُرُونَ ومعنى الطَّل، قال النووي: (كَمَنِيِّ الرِّجَالِ)انتهى
ثمَّ يُقالُ
يا أيهاالناسُ هَلُمَّ إلى رَبِّكُمْ، ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْمَسْئُولُونَ ﴾ رواه مسلم
فبين النفختين يُنزلُ اللهُ مَطَراً ضعيفاً صغيرَ القَطْرِ، فيَنبُتُ الناسُ من هذا المطَرِ كما يَنْبُتُ البَقْلُ، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (وليسَ مِن
الإنسانِ شيءٌ إلاَّ يَبْلَى إلاَّ عَظْماً واحِداً، وهوَ عَجْبُ الذَّنَبِ، ومنهُ يرَكَّبُ الخلْقُ يومَ القيامةِ) رواه مسلمٌ
فيُصبحُ الناسُ أجساداً بلا أرواح، حتى يأذن اللهُ بالنفخ في الصورِ النفخة الثانية، فتُعادُ كل رُوح إلى بدنها الذي كانت فيه في
الدنيا، إلاَّ الأنبياء عليهم السلام، قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: (إنَّ اللهَ عزَّ وجَلَّ حَرَّمَ على الأرضِ أجْسَادَ الأنبياءِ) رواه أبو داود وصحَّحهُ
النووي.
انظر لهذا الكلام العلمي الذي يؤكد الحديث الشريف
لا يختفي جسم الإنسان أبدًا حقًا
الموتى لم يذهبوا أبدا حقا. في علم الآثار وعلوم الطبالشرعي ، هذا صحيح تمامًا. على الرغم من أن الناس يميلون إلى الاعتقاد بأن البقايا البشرية تتحول بسرعة إلى لا شيء ، إلا أن جسم الإنسان في الواقع مرن للغاية ويمكن أن يستمر لمئات بل وآلاف السنين كان معظم الناس قد سمعوا عن المومياوات المصرية ، وحتى منذ 2600 قبل الميلاد ، عرف الناس كيفية الحفاظ على موتاهم بنجاح لدرجة أنهم تحملوا حتى يومنا هذا. ولكن حتى بدون مساعدة بشرية ، فقد استمرت البقايا البشرية القديمة في أمريكا الجنوبية حيث يجفف المناخ الجسم ويبطئ تسوس البكتيريا. الكهوف في البيئات الأقل
قسوة يمكن أن تكون جافة وباردة بما يكفي للحفاظ على الرفات البشرية ، مثل Schmerling في بلجيكا، حيث تم اكتشاف العظام الأولى لأقاربنا من إنسان نياندرتال.
الحقيقة لا تدفن ابدا
يبدأ التحلل فور الموت تقريبًا ، مع انتهاء وظائف الجسمالطبيعية وانتشار البكتيريا الداخلية. تتسبب هذه العمليات في تمزق أنسجة جسم الإنسان وتكسيرها. يستخدم علماء الطب الشرعي هذه الملاحظات لحساب الوقت منذ الوفاة. بمجرد أن تتحلل الأنسجة الرخوة بالكامل ، كل ما تبقى هو الهيكل العظمي. الهيكل العظمي والأسنان أكثر قوة. على الرغم من أنهم يخضعون لعدد من التغييرات الطفيفة بعد الموت ، إلا أنهم ممكن أن يظلوا على حالهم لسنوات عديدة.
خلال حياة الشخص ، يعد الهيكل العظمي سجلًا حيويًا ديناميكيًا
يتم تغييره في كل من شكله وكيميائه عن طريق النظام الغذائي والبيئة والأنشطة اليومية. نظرًا لأن الأسنان المختلفة تتشكل في نقاط مختلفة أثناء الطفولة ، وتعاد تشكيل العظام المختلفة في الهيكل العظمي بمعدلات مختلفة ، فإن هذه الأنسجة الصلبة تحفر معلومات
عن حياة الشخص منذ الطفولة وحتى وقت الوفاة. يتمتع علماء الآثار والأنثروبولوجيا بمهارات عالية في فتح هذا الأرشيف الهيكلي.
الروابط
https://www.islamweb.net/ar/article/16286/%D8%A3%D9%87%D9%88%D8%A7%D9%84-%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%AE-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1
https://www.alukah.net/sharia/0/137346/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%AE-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%D9%87%D8%8C-%D8%A3%D8%AF%D9%84%D8%AA%D9%87%D8%8C-%D9%88%D9%82%D8%AA%D9%87%D8%8C-%D8%B9%D8%AF%D8%AF%D9%87%D8%8C-%D9%85%D8%AF%D8%AA%D9%87%D8%8C-%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AA%D9%87%D8%8C-%D8%A3%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AB%D9%87-%D8%AE%D8%B7%D8%A8%D8%A9/
https://theconversation.com/the-human-body-never-truly-disappears-finding-the-remnants-of-a-tragic-end-can-help-us-uncover-atrocities-122817