أعمالهم وقدرات الشياطين
أعمالهم وقدرات الشياطين
أولاً: من أعمالهم التي ثبتت في القرآن الكريم
أخبرنا الله تعالى أنهم أصحاب قدرات عجيبة
وسخر الجن لنبيه سليمانفكانوا يقومون له بالأعمال الكثيرة
قال الله عز وجل:
وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِوَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ *
يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ
كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ} [سبأ:12 - 13
] فيعملون له ما شاء بتسخير الله له، سلطه عليهم، لا يستطيعون أنيخالفوا أمر سليمان ومن خالف أذاقه الله من عذاب السعير، وهو الحريق فيحرق
المحاريب هي
: المساجد والأبنية الكبيرة
والتماثيل
من غير ذوات الأرواح، ولو كانت من ذوات الأرواح فيحمل على أنه لم يكنحراماً في شريعة سليمان مثلاً
وجفانٍكالجواب
أي أنهم يعملون له أحواض كبيرة جداً للماء
وقدورٍ راسيات
يعني ثابتات في أماكنها لا تتحرك من عظمها واتساعها، قدور يطبخ فيهاطعام جيش سليمان الذي كانت تحمله الريح، غدوها شهر ورواحها شهر
ثانياً: قدراتهم
استطاعتهم لنقل الأشياء عبر الجدران والطيران بها في المسافات الشاسعة وإحضارها وإدخالها عبر الجدران مرة أخرى إلى مكان ما
ولذلك قال سليمان وهو يفكرفي طريقة لدعوة ملكة سبأ إلى الله وكيف يقنعها؟ قال يستشير من حوله من أولياء الله الصالحين ومن الجن الذين سخرهمالله له:
{قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَأَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ
قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} [النمل:39 - 39]
فهذا الجني الشديد كان يستطيع -ولم يكن يكذب في دعواه- أن يأتي بعرشملكة سبأ من داخل قصرها في اليمن ويضعه داخل قصر سليمان في الشام قبل أن يقوم سليمان من مقامه! إذاً قضية استطاعتهم لنقل الأشياء عبر الجدران والأجسام الصلب و الطيران بها تلك المسافة الشاسعة في وقتٍ قصيرٍ جداً للغاية أمرٌ مقدورٌ له
هل استخدم الجن هذه القدرات لإضلال الناس؟
أخبرنا الله عنه لا مجال للتكذيب به، فاستخدمت الشياطين هذه القدرات في إضلال الناس
{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَالْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} [الجن:6
وهذا المنطلق الذي ننطلق به في استكشاف كل القصص التي يأتي بها الناسويتداولونها عن أشياء خرقت العادة التي يعرفونها، ونقول: انتبهوا يا عباد الله! فليست كل خارقة كرامة من الله، ليست كل خارقة تدل على صلاح صاحبها
والنبي صلى الله عليه وسلم
كان يمتحن الدجالين وذهب إلى عبد الله بن صياد، وكان قد ظن أنهالدجال، وكان النبي عليه الصلاة والسلام حريصاً على كشف أمره فقال له: (قد خبأت لك خبئاً -يقول النبي عليه الصلاة والسلام مختبراً له- قال عبد الله بن صياد: الدخ الدخ) والنبي عليه الصلاة والسلام كان قد خبأ له سورة الدخان فقيل: إنشيطان عبد الله بن صياد قد أوصل إليه الخبر من السماء، ولكن الخبر وصلَ ناقصاً،
وما وصلت كلمة الدخان كاملة لـ عبد الله بن صياد، ولذلك قال له عليه الصلاة والسلام: (اخسأ فلن تعدو قدرك) يعني: إنما أنت من إخوان الكهان والشياطين، يأتونك بهذا الخبرويخلطون فيه، فلذلك أتوك به ناقصاً، وعرف بعد ذلك أن عبد الله بن صياد ليس هو
الدجال المنتظر، وإنما هو دجالٌ من الدجاجلة يعينه الشياطين.
هكذا أعانت الشياطين مدعيي النبوة
بعد النبي صلى الله عليه وسلم من أجل فتنة الناس فهذا الأسود العنسي الذي ادعى النبوة كان له من الشياطين كما ثبت في التاريخ- من يخبره ببعض الأمور المغيبة، وكذلك مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات، ويعينه على بعض الأمور قال شيخ الإسلام رحمه الله كاشفاً زيف هؤلاء، ومن كلامه ننقل هذه الدرر النفيسة والتجارب العظيمة له رحم
الله مع هؤلاء في كشف أحوالهم، ينقل تاريخياً ومن واقعه، قال: وأمثال هؤلاء كثيرون مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بـ الشام زمن عبدالملك بن مروان وادعى النبوة وكانت الشياطين يخرجون رجليه من القيد -هو مقيد ويخرج من القيد- وتمنع السلاح أن ينفذ فيه -الشياطين تمنع السيوف والرماح من النفوذ في جسد هذا الدجال
-وكان يرى الناس رجالاً وركباناً على خيل في الهواء ويقول: هي الملائكة وإنما كانت جنا- فالجن تتشكل بأشكالٍ يراها هذا الدجالويظنها ملائكة تنزل عليه بالوحي، وفعلاً يلقون في سمعه كلمات وهكذا مسيلمة كان يسمع شيئاً في أذنه فعلاً، وهو مما تنزلت به الشياطين، ولذلك لا يمكن أن تجعل الأحوال الشيطانية هذه دليلاً على أن هذا الرجل ولي من أولياء الله، ولا يمكن أن
تُجعل أي خارقة من خوارق العادات دليلاً على أن هذا الرجل صالح أبداً، فإنه قد
يكون مشركاً عظيماً من المشركين تساعده هؤلاء الشياطين.
https://al-maktaba.org/book/32579/3215